نتائج الانتخابات المحلية .. عندما ينتقل الصراع السياسي من العاصمة الإدارية للعاصمة الاقتصادية
بينما ينتظر الجميع ظهور
نتائج الطعون والقوائم النهائية لأسماء أعضاء مجالس المحافظات، وبينما ينتظر
المواطن حكومته المحلية على أمل استئناف الخدمات والمشاريع، أو الشروع بجديدة،
تبدأ حوارات ومفاوضات وربما مساومات على من سيشكل تلك الحكومات.
وفي البصرة على وجه الخصوص وكما يسمها السياسيون رئة
العراق الاقتصادية، برز قطبان حازا أعلى المقاعد في الانتخابات الطرف الأول "الإطار
التنسيقي" ليس جديدا على الساحة وله خبرة في هذه المفاوضات فقد فاز قبل نحو
عامين بمعركة تشكيل الحكومة المركزية وها هو يعود مجددا لينافس طرفا جديدا وهو
تحالف تصميم المحلي.
يقول المؤيدون لتصميم إنه الأحق بالمنصب والمحافظ
الحالي أسعد العيداني له الحق بولاية ثانية على البصرة كونه حقق إنجازات على أرض
الواقع وحصد العدد الأكبر من الأصوات، بينما يقول المؤيدون للإطار التنسيقي والذي
تحالف أعضاؤه بعد أن دخلوا الانتخابات بشكل كتل بأنه ولكونه صاحب عدد المقاعد
الأكبر على مستوى العراق وهو التحالف الحاكم للبلاد في الوقت الحالي وقد حصد عددا
كبيرا من الأصوات في البصرة ولرغبته في إدامة زخم الخدمات يرغب بالتغيير وإعطاء
فرصة للدماء الجديدة، ويؤكدون إن هدفهم أن يكون عمل الحكومات المحلية موازيا
لبرنامج حكومة السوداني في تقديم الخدمة للمواطنين.
بعض أعضاء الإطار التنسيقي يرون أن تصميم صاحب الحق
في منصب المحافظ ولكي تتم عملية التغيير وإرضاء الطرفين دعوا بأن يكون المنصب منه
ولكن أن يرشح شخصية أخرى غير العيداني، كما يرى آخرون من الإطار إن المنصب ليس حكرا على شخص
بعينه وان التوافق هو الذي جاء بالعيداني الذي لم يكن في حينها ضمن الكابينة
الحكومية ولم يحصل حتى على مقعد واحد حين تسنم المنصب، ومن الجانب الآخر يؤكد رئيس التحالف عامر الفائز
أنهم متمسكون بشخص العيداني محافظا للبصرة ولن يحيدوا عن قرارهم هذا.
من جانب آخر يرى المقربون من التيار الصدري أن زعماء
الإطار التنسيقي يكيلون بمكيالين، فحين قال لهم الصدر إنه يرغب بتغيير الوجوه
الفاسدة لم يوافقوه الرأي وشكلوا الثلث المعطل ما أدى به للخروج من العملية
السياسية عن بكرة أبيها، فكيف لهم الآن الإدعاء بأنهم مع التغيير.
أما حزب امتداد والذي يشكل جبهة معارضة في البرلمان
العراقي، والذي لم يشارك بالانتخابات فكان رأيهم مقارب لرأي التيار الصدري، حيث
يعتبر إن الإطار التنسيقي لم يحترم أصوات الناخبين الذين صوتوا لتصميم
واختاروا العيداني على وجه الخصوص.
فلمن ستكون
الغلبة، ومن سيشكل حكومة البصرة؟