"غزة هاشم" .. المدينة التي أذهلت العالم

تحقيقات
9 تشرين الأول 2023

المربد/ طعمة البسام 

بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنت من قبل مقاتلين فلسطينيين انطلقوا من غزة وأصابوا العالم وإسرائيل بالصدمة..فقد تصدر اسم مدينة "غزة" وسائل الإعلام في العالم..فمن هي غزة هذه؟

غزة مدينة ساحلية فلسطينية، وأكبر مدن قطاع غزة وتقع في شماله، في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط. تبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي مركز محافظة غزة وأكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، حيث بلغ عدد سكان محافظة غزة 641.936 ألف نسمة في عام 2023 ما يجعلها أكبر تجمع للفلسطينيين في فلسطين، وتبلغ مساحتها 56 كم2، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.

تعتبر مدينة غزة من أهم المدن الفلسطينية؛ لأهمية موقعها الإستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة، بالإضافة إلى كونها المقر المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية، ووجود الكثير من مقراتها ووزارتها فيها.

غزة بناها الكنعانيون .. واحتلها الإسرائيليون:  
أسس المدينة الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، احتلها الكثير من الغزاة كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون  والانكليز.

في عام 635م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً، يوجد بها قبر هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي محمد بن عبدالله، لذلك تُسمى أيضاً "غزة هاشم"، كما أنها مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767م وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة.

في التاريخ المعاصر، سقطت غزة في أيدي القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين ونتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م، تولت مصر إدارة أراضي قطاع غزة.

غزة تعود للفلسطينيين:
احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967، وبعد إتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993م، بموجب إتفاق غزة أريحا الموقَّع في 4 آيار عام 1994م انتقلت السلطة المدنية إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. بعد انتخابات عام 2006م اندلع قتال بين حركة فتح وحركة حماس، حيث رفضت حركة فتح نقل السلطة في غزة إلى حركة حماس، ومنذ ذلك الحين وقعت غزة تحت الحصار من قبل إسرائيل ومصر. بعد الثورة المصرية في 25 كانون ثاني 2011م، فتحت مصر معبر رفح من أجل التسهيل على مواطني غزة، مع أن هذا القرار لم يُشكِّل فارقاً كبيراً.

الأنشطة الاقتصادية الأولية في قطاع غزة هي الصناعات الصغيرة والزراعة والعمل، ومع ذلك، فقد دُمر الاقتصاد من خلال الحصار الإسرائيلي والصراعات المتكررة.

واليوم عادت المدينة لتتصدر المشهد العالمي حين اقتحم مقاتلون فلسطينيون المستوطنات الإسرائيلية - انطلاقا من غزة - فقتلوا المئات وأسروا آخرين في عملية أطلق عليها "طوفان الأقصى"، فيما لا تزال المدينة تتعرض لقصف إسرائيلي مكثف أودى بحياة المئات وأصاب آلافا آخرين من أهل المدينة.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP