"أم غانم" بنت أرياف ميسان .. تعد أطيب منتوجات الجاموس "گيمرالعرب" .. و"ضفائر الجبن"
المربد - برنامج"قلب الحياة" :
طعمة البسام / جاسم الانصاري
في الصباحات المبكرة،
تستيقظ "أم غانم"، على وقع صياح الديكة لتعد واحدا من أشهى وألذ والطيب وأشهر
منتوجات الجاموس "گيمر عرب".
أم غانم امرأة مجدة ومجتهدة ومجاهدة ومكافحة تعيش في
أهوار العمارة .. شقت طريقها لتعمل بنفسها مشروعها الخاص، بل أضحت معلمة لغيرها
بصناعة القيمر والأجبان والألبان.
تقول إنها بدأت أولا كبائعة للألبان ومنتجاتها، ثم
شرعت تعمل مشروعها .. بدأتْ عملها أولا في البيت بـ"تشييط" الحليب .. أي
وضعه على النار ثم تحويله إلى قيمر وجبن و"روب" وظلت أم غانم هكذا حتى
زارتها منظمة الفاو العالمية .. فوجدت مكانها ضيقا فوسعته لها وزودتها بخزانات
وبرادات.
تقول أم غانم للمربد كنت
"أشيّط" الحليب في البيت، واستخدم الثلج لحفظ المنتوج، حتى زارتني
المنظمة العالمية الممولة من الاتحاد الاوربي، فدعمتني، بنت لي مكانا أوسع، وزودتني بما احتاجه، وبعد مراحل
تحويل حليب الجاموس إلى منتجات مختلفة أقوم بحفظ المنتجات في البرادات،
لبيعه في صباح اليوم الآخر.
نجاح تجربة أم غانم ألهمت نساء ريفيات أخريات لسلوك
نفس الطريق، وتؤكد أم غانم إن بنات الريف عاملات ممتازات لمساعدة أنفسهن وأهلهن ..
وقامت المرأة بتعليمهن مهنة صناعة القيمر والأجبان.
وعن عملها اليومي تقول أم
غانم لديّ خمسة إلى ستة أشخاص يعملون معي في المشروع .. في الصباح الباكر يقوم
ابني و(ضرتي) بجلب الحليب .. نعم نحن عندنا جاموس، ولكن حليبه لا يكفي، فنقوم
بشراء الحليب من أماكن أخرى .. وهنا نقوم بجمع الحليب، ثم نعيد تصفيته وفرزه،
ليقوم زوجي بنقله إلى مدينة العمارة .. لدينا هناك زبائن و"معاميل" .. وبعضهم
يأتي ألينا هنا إلى البيت ويشتري منا مباشرة وتؤكد قائلة: نعم نربح خيرا
كثيرا .. ولله الحمد.
ياسمين .. على خطى الأم
ياسمين ابنة أم غانم
شابة في مقتبل العمر .. قررت العمل في مشروع والدتها لتصنع هي الأخرى القيمر
والجبن والحليب .. ياسمين تقوم بـ "تشييط" الحليب ثم تقوم والدتها بـ"كشطه"
لتفرز"القشطة" التي هي "الـگيمر" ذات المذاق الذي لا يقاوم ..
ثم تستخرج من الحليب الـ"المشيّط" جبن عرب والروب الخاثر.
الميسر
صلاح مهدي: أم غانم أنموذج رائع
المرشد الزراعي والميسر بين منظمة
الفاو العالمية ووزارة الزراعة صلاح مهدي اعتبر إن أم غانم، أنموذجا رائعا
وقدوة لكل النساء، حيث تم تدريبها وتأهيلها في المركز القروي، وهي بدورها قامت
بتأهيل نساء قريتها في ناحية العزير.
مهدي أوضح أنه تم تجهيز أم غانم بأجهزة
بسترة حديثة سعة 250 لترا وأجهزة تبريد بسعة 250 لتر أيضا .. بالإضافة إلى طاولات
للحليب وآلات قص ومعقمات ومنظفات.
أم غانم وبفضل تلك
المعونات غادرت الطرق البدائية في إحضار منتجات الحليب حيث كانت تستخدم قطع القماش
في ذلك .. واليوم تستخدم طرق حديثه لــ "بسترة" الحليب .. وكل ذلك كان
عن طريق منظمة الفاو وبالتعاون مع وزارة الزراعة العراقية.