علاء المقطوع من شجرة: أإذا متُ هل من أحد يدفنني ويبكيني؟
علاء ... ضحية نزوة عابرة ... أم ضحية مجتمع له قلب من حجر؟
تبنته امرأة بغدادية غير متزوجة ...وأصغر منه عمرا، وسجلته بأسمها
المربد: طعمة البسام / حسين حمزة
حين فتح علاء عينيه في
هذه الدنيا وجد نفسه في ملجأ للأيتام، وحين بلغ العاشرة من عمره، كان عليه
أن يغادر الميتم ليتيه في هذا العالم، حيث لا بيت ولا عائلة، ولا أب ولا أم، ولا أخ
ولا أخت ولا عشيرة تؤويه، وهكذا ظل علاء يفترش الأرض ويلتحف السماء، ينام في
الشارع، ويأكل من عطايا المحسنين، كان يجلس يوميا قرب مبنى محافظة بغداد، علّ أحدا
يساعده في الوصول إلى المحافظ ليساعده في حل مشكلته أو على الأقل الحصول على
مستمسكات رسمية، وبينما هو كذلك، إذ مرت به امرأتان فسألتاه عن حاله ووضعه، فحكى لهن مأساته، فأخذتاه إلى المحافظ، الذي تدخل لحل مشكلته، وإما إحدى
المرأتين واسمها (كفاح) فقد ذهبت معه إلى المحكمة وهناك سجلته باسمها رغم أنها غير
متزوجة واصغر منه سنا ثم أخذوه إلى الطب العدلي لتقدير عمره ثم أعطوه اسما جديدا، وهكذا أصبح اسمه الثلاثي "علاء مشتاق محمد" واسم أمه "كفاح" ومنحوه
البطاقة الوطنية الموحدة وبطاقة سكن.
يقول علاء للمربد التي زارته في سكنه بإحدى الفنادق
بالبصرة: عمري الآن 47 عاما، الحياة في شوارع بغداد مخيفة فجاءت إلى
البصرة قبل عشرة أعوام، مجموعة من الخيرين ساعدوني على بناء بيت بسيط وتجاوز، ولكن
البلدية أخرجتني منه، فاضطررت إلى السكن في الفندق، وعليّ أن ادفع 250 ألف دينار
كإيجار شهري.
ويضيف قائلا: أنا مسجل في سجل اللقطاء،
فانا مجهول النسب، أعمل حاليا في بيع الكلينكس في التقاطعات والأسواق أحصل ألفين إلى
ثلاثة آلاف دينار.
علاء ينتحب باكيا ويقول: أريد مصدر رزق مثل ستوتة أو تكتك، أريد
قطعة ارض صغيرة اسكن فيها، افتقد لأشياء كثيرة، افتقد الثلاجة مثلا، لا اشرب
ماء بارد في الصيف وأفكر دوما أإذا مت ُ هل من أحد يدفنني ويبكي عليه؟؟
ثم يقول مستسلما لقدره: هذه قسمتي في الدنيا لم اسرق، ولم
ارتكب إثما، ولم أصادق سيئا ولم أؤذي أحدا، أنا مثل اليتيم، بل أنا
اليتيم بعينه، أنا اذهب بطريقي وأعود بطريقي وقد أوصى الله باليتيم، أما من أحد يساعدني؟؟
يجهش علاء بالبكاء ويقول: لقد تعبت كثيرا .. وماذا عساني فاعل
بحياتي.
علاء يناشد رئيس الوزراء ويناشد السيد
مقتدى الصدر ويقول انه رجل مؤمن بالله وبرسوله وبآل بيت الرسول، وأنه لا يريد
شيئا سوى تكتك أو ستوتة لتكون سببا من أسباب رزقه أنه يريد فقط التخلص من بيع
الكلينكس.
ويختم علاء حديثه للمربد في أنه على وشك الموت ولم يسمع كلمة "بابا"
من طفل ولم يعرف حنان "الأم" ولا يعرف حنان الأخت ..
وندائي الأخير -يقول علاء- إلى محافظ البصرة وأهل البصرة: أنا
عندكم "خطار" فأعينوني.
علاء أنهى حديثه معنا بدموع مدرارة وبكاء طويل يقطع نياط
القلب.
لمن يرغب بمساعدة علاء الاتصال على الرقم التالي: 07734388999