هل يدفع الضغط النفسي والابتزاز العاطفي البعض إلى الانتحار؟
المربد/
طعمة البسام وجاسم الانصاري
مع تغيرات الحياة
الكثيرة، ومع ظهور أجهزة الاتصال الذكية، ومع التغيرات الاجتماعية فقد طفت على
السطح مفاهيم ومصطلحات في القاموس اليومي، ومنها الابتزاز العاطفي، فما الذي يعنيه
هذا المصطلح؟ وكيف يحدث؟ وكيف يمكن تجنبه وتجنب آثاره؟
في محافظة ميسان أقيمت ورشة تتناول وتناقش هذا
المفهوم "الابتزاز العاطفي".
تقول أسيل الآشوري وهي أخصائية نفسية تعيش في
العاصمة الفرنسية باريس: الورشة تقام ضمن برنامج الصحة النفسية للجميع وتهدف
لإيصال المعلومات التي تؤهل الفرد نفسيا ومجتمعيا، وهذه الورشة تستهدف فئة النساء
في محافظة ميسان لأنها الفئة الأكثر التي تحتاج إلى التوعية، والورشة تقام
بالتعاون مع الفريق التطوعي والهدف هو نشر الوعي النفسي، لأن نهضة المرأة هي نهضة
المجتمع، وتشير إلى أن فريقها يعمل بطريقة الــ (أون لاين) منذ عام 2022 وأكثر
الحالات التي واجهتها هي حالات الانتحار والسبب هو التلاعب والابتزاز العاطفي،
لذلك ارتأينا أن لا نعالج تلك الحالات فحسب ولكن أيضا نحاول أن نتجنب الداء عن
طريق التوعية بهذا الموضوع.
وتضيف الآشوري قائلة إن لديهم خطة لإعداد وتدريب
كادر نسائي من المحافظة، قادر على معالجة حالات الابتزاز.
إحدى المشاركات في
الورشة قالت للمربد: إن مجتمع العمارة مجتمع عشائري لذلك نادرا ما يتطرق الحديث إلى
تلك الظاهرة لان المجتمع أساسا لا يتقبل ذلك، مثلا حين تتحدث البنت مع والدها حول
حضورها ورشة تتحدث عن الاستغلال العاطفي أو التحكم بالمشاعر، فأن الأب لا
يمكن لابنته السماح لحضور مثل تلك الورشات، ويعتبرا الأمر فيه شي من "العيب"،
بل قد يتهم ابنته بشتى الاتهامات، لذلك فان المجتمع بحاجة إلى التوعية وخاصة مجتمع
الرجال، فلكل إنسان مشاعر وعواطف.
وتؤكد إن بعض الأهل قد يبتزون أولادهم خاصة في
مرحلة السادس الإعدادي، فطلاب هذه المرحلة يعانون من ضغط نفسي قد تدفع بعضهم إلى
الانتحار، فيما يعاني بعضهم من أمراض نفسية والسبب هو الابتزاز العاطفي فكثير من الأهل
يطلبون من أبنائهم في هذه المرحلة أن يحصلوا على معدلات عالية، الأمر الذي يولد
لديهم ضغوط نفسية هائلة قد لا يحملها الأبناء.
وتضيف قائلة: إن الأهل قد يضغطون على أبنائهم حين
يمسك أحدهم هاتفه سواء الولد أو البنت.
مشاركة أخرى قالت للمربد: إن الورشة تسلط الضوء على
قضية جدا مهمة، وهي قضية الإيذاء النفسي، وأنه من الضروري فتح هكذا ملفات ،
مؤكدة أنه في مدينة العمارة وفي الجنوب عموما فأن الناس طيبون ولكن يجب وضع حد
للتلاعب النفسي.

مشاركة ثالثة تقول: إنه
بالتعاون مع منظمة هاشتاغ وسفراء الشباب في ميسان فقد عقدت ورشة بخصوص
التلاعب والابتزاز العاطفي، حيث تم التركيز على الابتزاز بما في ذلك الذي يحدث
بين الأهل وأطفالهم حول موقف الأهل من أولادهم الذين لا يحصلون على درجات دراسية عالية
، الأمر الذي يدفع الطفل إلى استجداء عواطف أهله من أجل الحصول على الأشياء الذي
يرغب بالحصول عليها، معتبرة إن هذا الموضوع مهم جدا.