فطومة "مترجمة" أبويها .. تفتح قلبها للمربد وتقول: افتخر بوالديّ وطموحي أن أكون طبيبة
المربد: طعمة البسام / نهاد الجابري
فاطمة التلميذة في الصف الخامس الابتدائي،
كبرت قبل أوانها والمسؤولية الملقاة على عاتقها دفعت سنوات عمرها قدما، وجعلت
منها أما وأبا لأبيها وأمها، تعينهما على حوائج الحياة وتترجم لهما وعنهما...فاطمة
ذات التسعة أعوام، شخصية رصينة، رزينة، واثقة متمكنة قادرة على التعبير عن ذاتها.
فاطمة فتحت قلبها للمربد وتحدثت
عن آمالها وأحلامها وعن أمها وأبيها وإخوتها الصغار وكيفية تعلمها لغة الإشارة لكي
تتواصل مع والديها المصابين بالصم والبكم.
كيف تعلمت فاطمة لغة الإشارة؟
إنها فاطمة أثمار عبد اللطيف الابنة الكبرى لأبوين
من ذوي الاحتياجات الخاصة...في البداية رحبت المربد بفاطمة ووالدها فقامت الابنة
بالترجمة بلغة الإشارة فرد الأب شاكرا بالإشارة أيضا.
تقول فاطمة إنها تعلمت لغة الإشارة حين كانت
في الصف الأول الابتدائي ومن أبويها طبعا دون أن تدخل مدرسة متخصصة...وأختها
الأخرى بدأت الآن هي الأخرى تتعلم اللغة، كأن تقول أريد ماء أو أريد آكل.
وتكمل حديثها بالقول لدي أخت، اسمها ملاك وأخ
صغير اسمه محمد والدي لا يعمل ووالدتي ربة بيت، وفي كثير من الأحيان أذهب مع أمي
ووالدي إلى السوق أو إلى الدوائر الحكومية لأقوم بدور "المترجمة".
وتوضح أن والدها لم يكن يتوقع أن يكون أبناؤه
مثله...وأن أمها وأبيها كانا فرحين عندما علما إننا نسمع ونتكلم.
توجهت المربد بسؤال الأب عن طريق فاطمة طبعا
عن كيفية قيامه بتعليم أولاده لغة الإشارة فترجمت فاطمة بالقول: إنه كان مصاب
بالبكم منذ كان طفلا وانه تعرف على زوجته بذات المدرسة التي تعلم فيها لغة الإشارة، ثم قرر خطبتها ومن ثم الزواج منها وحين أنجب منها أولادا قرر تعليمهم اللغة التي
تعلمها في المدرسة.
أطفالهما الصغار عند جدتهما
فاطمة أوضحت أن والدها الوحيد في العائلة
المصاب بالصم والبكم، فوالده ووالدته وإخوانه جميعا أصحاء ويتكلمون بشكل طبيعي.
ونقلت فاطمة عن والدها إنه حين يولد لديهم طفل فأنهم يرسلونه لجدته لأنه قد يستيقظ
في الليل أو يبكي دون أن يسمعوا صوته..مشيرة إلى والدها كان فرحا جدا حين ولدت، وأن الجميع يقول لها أن تشبه والدها.
وأوضحت فاطمة أن والديها يوصيانها وإخوانها
دوما بالانتباه حين الذهاب إلى المدرسة
والتركيز والانتباه عند الدراسة ونحن بدورنا نلتزم بما يوجهانه وأنا انقل
لإخواني ما يقوله والديّ.
فاطمة ختمت حديثها بالقول إنها فخورة جدا بوالديها وإنها تطمح أن تكون
دكتورة في المستقبل...ووالدها يقول لهم دوما: مستقبلكم متروك لكم.
فاطمة الفتاة تستحق المحبة والاحترام هي
نموذج حي للابن البار بوالديه..مهمة فاطمة شاقة ولكن صنعت منها شخصية ناضجة..سبقت
عمرها الزمني كثيرا.
فيديو المقابلة مع فاطمة هنا