من دكان إلى معلم ثقافي .. مكتبة الزبير عمرها 100 سنة وشامخة بوجه الإهمال وعالم الإلكترون
المربد/ علي هدّار
تعد مكتبة الزبير الأهلية
العامة التي تأسست عام 1920 من معالم البصرة والزبير القديمة، وتحتفظ بموقعها
وبنائها وكتبها القديمة المتنوعة ولكنها لم تعد كما في السابق مكانا للقراءة نتيجة
قلة روادها وظهور عصر التواصل الالكتروني ومواقع التواصل.
رئيس جمعية مكتبة
الزبير الأهلية تركي يعقوب عبدالله يتحدث للمربد عن مراحل إنشاء المكتبة ويصفها أنها
أصبحت معلم ثقافي وتاريخي وتراثي نالها الإهمال ولم تحظَ بأي اهتمام حكومي ولا
تزال ببنائها وزخرفتها القديمة بالإضافة إلى أثاثها وكتبها وأن جديدها هو الاحتفاظ بقديمها.
ويؤكد أن مكتبة
الزبير كانت نشأتها في إحدى الدكاكين الصغيرة في سوق العقيل الذي يطلق عليه بالـ "سوق المسقوف" وانتقلت في عام 1937 إلى موقعها الحالي المشيد من الطابوق
والشيلمان وتحتفظ بذلك البناء والمكان.
تعاني مكتبة الزبير الأهلية
حسب رئيسها على أنها تفتقد إلى الاهتمام الحكومي من الحكومة المحلية ووزارة
الثقافة بالرغم أنها تجاوزت الـ 100 عام من عمرها واحتفظت بمعالمها وكتبها
ومخطوطاتها وبذات تفتقد روادها بعدما فقدت الكثير من مخطوطاتها.
توافد على زيارتها
الملوك والأمراء في أربعينيات القرن الماضي حيث زارها الملك فيصل الثاني والأمير
عبد الإله ونوري سعيد وشخصيات خليجية وعربية.
عبد الله يقول إن
مكانتها تعد رمزا للثقافة في تلك المدينة ولكنها لم تجد من يهتم بها ولكنها لم تجد أي اهتمام من المسؤولين في الوقت الحاضر، مطالبا المسؤولين
الاهتمام بهذا المعلم الحضاري والثقافي.
يصفها الدكتور عبد
الستار البيضاني على أنها معلم شاخص في مدينة الزبير أسسها النجادة وهي أقرب إلى
البداوة وأسسوا معلما ثقافيا تحتوي عيون التراث العراقي والعربي وكانت محطة لتداول
الإصدارات الجديدة والصحف العربية في ذلك الزمان وكانت مكانا للإصلاح الاجتماعي
لوجهاء الزبير.
تلك البناية عمرها
تجاوز القرن ولكنها لا تزال صامدة ولكنها تشتكي الإهمال وسرقت منها الأنظمة ما
تحتويه ونهبت منها الحروب ما تبقى ولكنها شخاصة ويميزها عمارتها الكلاسيكية.
تلك المكتبة لها الأثر
الكبير على نفوس روادها وهي الرحم ومهد الأم التي جمعت كبار مثقفيها وأساتذتها
وتحتاج إلى من يهتم بها وإعادة تجديدها
لتبقى رمزا ثقافيا لمدينة أعطت الكثير.