"عمو ناصر" .. الشاعر والحكواتي الذي مات وحيدا

تحقيقات
15 أيلول 2023

المربد: طعمة البسام /رياض البزوني 
هو "خليل دوحي ناصر" المعروف باسم "عمو ناصر" شاعر شعبي ووجه إعلامي كان يظهر في القنوات التلفزيونية في جلسة شعبية، كان قريبا من قلوب الناس، واحدا منهم، وناطقا بلسان حالهم.

عمو ناصر يسكن في قضاء الزبير، وفي بيت تجاوز، ومتواضع، وجدوه ميتا وحيدا في منزله، حيث فاحت رائحة الموت من بيته، في نهاية مأساوية، ومحزنة لرجل طيب المعشر، أمضى سنين حياته مع أهله وبين ناسه.

في بيت عمو ناصر 
المربد ذهبت إلى بيت المرحوم "عمو ناصر" لتعرف الساعات الأخيرة من حياة الرجل، حين وصولنا إلى هناك استقبلنا مختار محلة العرب الثالثة في الزبير السيد "أبو حسين" الذي حدثنا قائلا: أبو ثائر كان يعيش وحيدا في بيته، لان زوجته التي تعيش معه كانت قد ذهبت للزيارة الأربعينية، ومن هناك ذهبت لزيارة بناتها المتزوجات في الشطرة، وهو كان بصحة جيدة، وكنا نراه كل يوم يذهب إلى السوق، ثم اختفى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، ثم انبعثت رائحة كريهة من البيت، وبصفتي مختار المنطقة، اتصل بي بعضهم واخبرني بالحالة، فأخذت عدد من الوجهاء وذهبنا إلى البيت، طرقنا الباب عدة مرات دون فائدة، فدفعنا الباب وإذا بمنظر "كارثي" كان أبو ثائر كما لو أنه بوضع السجود وجثته متفسخة مع رائحة كريهة بالإضافة إلى وجود بقع دم كثيرة، فاتصلنا بالشرطة التي حضرت إلى المكان ونقلت الجثة إلى الطب العدلي.

كان متواجدا معنا ونحن نتحدث مع المختار السيد أبو سعد الوحيلي وهو عديل ابو ثائر الذي قال لنا: كان المرحوم يعاني من مرض في المرارة، وراجع عدة أطباء ورقد في المستشفى عدة أيام، ثم تحسنت صحته، وكان يلتقي بأهل المنطقة، وكان يحب الجميع، والجميع يحبونه، وفي هذه الفترة ذهبت أم ثائر للزيارة، ثم ذهبت لبناتها في الشطرة وظل هو وحيدا في البيت، وقد اتصل بي المختار أبو حسين وطلب مني أن أذهب معه إلى بيت أبو ثائر الذي اختفى أياما ثم وجدناه جثة هامدة.

أم ثائر تتحدث 
المربد دخلت إلى بيت "عمو ناصر" حيث كانت هناك زوجته "أم ثائر" التي شكت سوء الحال الذي كان يعيش فيه أبو ثائر وتقول إنها ذهبت إلى الزيارة بعد أن استأذنته، حيث سمح لها بالذهاب إلى الزيارة، وتقول إن إحدى بناته اتصلت به قبل يوم من وفاته، وأكد لها أنه بخير وبصحة جيدة.

ثم قالت أم ثائر: عندنا أربعة أولاد ثلاثة منهم قتلوا في حرب"بوش" إما الآخر وهو ثائر فقد قُتل غدرا، بالإضافة إلى خمسة بنات كلهن متزوجات.

وأضافت قائلة: أبو ثائر لم يكن يعاني لا من السكر ولا من  الضغط، ولكنه كان يعاني دائما من معدته، وكان يتقيأ دما، وراجع الأطباء فتحسنت حالته قليلا، ولكن عادت له الأم المعدة في الأيام الأخيرة، وعاد يتقيأ دما من جديد.

وأوضحت: أبو ثائر لم يكن يتقاضى راتبا من إي جهة، وان الناس الخيرين كانوا يساعدونه وأن القناة التي كان يعمل بها لم تمنحه أي شيء.

عودة أخرى إلى المختار "أبو حسين" الذي قال لنا: كان أبو ثائر يعمل حارسا في عمارة، وحين أصبح وضعه صعبا كان بعض الناس يساعدونه، أما القنوات التي عمل بها فلم تذكره بشيء، ونحن نطالب الجهات المعنية بمساعدة زوجته التي بقيت الآن وحيدة، خصوصا وان جميع بناتها متزوجات خارج المحافظة.

أحد وجهاء المنطقة الذي كان متواجدا في بيت أبو ثائر شارك في الحديث وقال إن ابنه ثائر قتل في جريمة غامضة ولم يتم العثور على قاتله، دون أن تحصل عائلة القتيل على أي تعويض سواء كان أمه أو أبيه أو أبناءه حيث كان ثائر متزوجا.

مات إذن " عمو ناصر" الشخصية الشعبية المحبوبة، والشاعر الجميل، والوجه اللطيف واللسان العذب ... مات وحيدا !!



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP