الرسام عاصم جهاد: هذه فلسفتي في فن "الكاريكاتير"

تحقيقات
9 كانون الثاني 2024
الرسام عاصم جهاد: هذه فلسفتي في فن

المربد: طعمة البسام

الكاريكاتير كلمة مشتقة من كلمة ايطالية تعني "يبالغ، أو يحمَّل مالا يطيق" وقد استخدمت لأول مرة عام 1646...والكاريكاتير فن من فنون الرسم وهو فن يسخر وينتقد الواقع السياسي والاجتماعي...وأحيانا يعبر الرسم الكاريكاتيري ما لايستطيع مقال في التعبير عنه.

 وفي العراق ظهر العديد من رسامي الكاريكاتير ممن كانت رسومهم تملأ صفحات الصحف والمجلات طوال عقود القرن الماضي وما زالت رسومهم تملأ الصفحات والمواقع الالكترونية، ومن هؤلاء عاصم جهاد الذي تمثل رسوماته نقدا لاذعا لكل ما هو زائف سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي.

40 عاما مع فن الكاريكاتير
عاصم جهاد تحدث للمربد قائلا إنه يمارس هذا الفن الصحفي منذ أربعة عقود مضت، حيث عمل في عدد من الصحف والمجلات المحلية وشارك في معارض داخلية وخارجية، وحصل على عدة جوائز وكُرم من قبل جمعية الكاريكاتير المصرية.

ويضيف أنه عاصر عدد من رسامي الكاريكاتير العراقيين منهم مؤيد النعمة وعبد الرحيم ياسر وآخرين، ويعد عاصم جهاد هذا الفن بأنه من أصعب الفنون الصحفية، ليس في العراق فقط وإنما في العالم نظرا لخطورته، ونظرا للمشاكل التي يحدثها الرسم الكاريكاتيري.

فالرسم من هذا النوع – يؤكد جهاد – يعوض عن عشرات المقالات المكتوبة، واصفا إياه بأنه فن النقد والسخرية لقضية اجتماعية أو سياسية، وبالتالي فأن رسام الكاريكاتير يعكس هذه القضية من خلال خطوط بسيطة لقضية كبيرة لذا يجب أن تتوفر مواصفات خاصة لمن يعمل في الفن الصحفي ومنها الثقافة العامة، والموهبة والتحليل ومعرفة عميقة بالمجتمع، ويجب أن تكون لديه خبرة ودراية بعلم النفس، لان المواضيع التي يطرحها تخص المجتمع والرأي العام وبالتالي يجب أن يكون رسام الكاريكاتير مُلم ليس فقط بالرسم فحسب فهو صاحب قضية، وموقف، ويقرأ جميع ردود الأفعال التي قد تحصل نتيجة طرحه لفكرة ما وبالتالي فأن هناك مشاكل كثيرة حصلت بين البلدان نتيجة رسم كاريكاتيري معين، وهنا تكمن خطورة اللوحة.

لا أحب التعليق في الرسم
ويضف قائلا: أنا أرغب أن ارسم كاريكاتير بدون تعليق، فهنا تكمن براعة الرسام، فمن السهولة أن ترسم شخصين وهما يتحاوران، وبالتالي أنا اعتقد أن رسم الكاريكاتير يفتقد الكثير عندما يُرافق بتعليق..فأنت هنا تترجم ما ترسم.

ويضيف عاصم جهاد قائلا: أنا أجد ما ارسمه مثل الموسيقى، عابر للحدود، وعابر للغات، وعابر للخطوط ويجب أن يكون مفهوما من جميع الشرائح ،هذه الخطوط البسيطة تعبر عن قضية كبيرة.

وأوضح قائلا: للأسف أن الجهات المعنية غير مهتمة بهذا الفن الرفيع، حيث لا توجد معارض فنية وليس هناك دعم رسمي أو حتى غير رسمي.

وأوضح جهاد: فكرنا قبل سنوات مع عدد من الزملاء  بتأسيس جمعية تعنى بهذا الفن، ولكن لم نجد تعاونا من الجهات المعنية، وعدم وجود مقر حتى تكون هناك رسالة أوسع وضم رسامي الكاريكاتير من الشباب والرواد للحفاظ على هذا الإرث لعقود من الزمن.

نظمت معرضا هو الأكبر في العراق
وأضاف قائلا: أنا افتخر بتنظيم اكبر معرض للكاريكاتير شهده العراق خلال عقود من الزمن، معرض عالمي شارك فيه أكثر من 1000 رسام من جميع القارات، وبلوحات تجاوزت الـ3000 لوحة، واصفا إياها بالخطوة المهمة جدا لترسيخ فن الكاريكاتير، وأيضا إرسال رسالة للعالم إن العراق يمتلك رسامين كبار ومواهب على الطريق، وأيضا إحداث نوع من التعشيق بين الرسام العراقي والرسامين العالميين.

وأفاد إن على رسام الكاريكاتير أن يواكب أحداث بلده، وان يكون قريبا من الناس والمجتمع لأنه الصوت الناطق باسم هذا المجتمع..فهذا الفن الصحفي هو الأخطر وبالتالي أنا اعتز أن أكون فنانا كاريكاتيريا.

عاصم جهاد الفنان يمتلك ثقافة عالية وعميقة ليس في مجال اختصاصه وساحة إبداعه في الرسم الكاريكاتيري، فحسب وإنما في كل مناحي الحياة الثقافية الأخرى...أنه ريشة رائعة وقلم أروع، أنه عاصم جهاد...للتعرف أكثر تابع الفيديو



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP