صاحب محمية الكلاب الضالة في البصرة: الكلاب كائنات بريئة بحاجة إلى العطف لا القتل

تحقيقات
18 شباط 2024
صاحب محمية الكلاب الضالة في البصرة: الكلاب كائنات بريئة بحاجة إلى العطف لا القتل

المربد / طعمة البسام - حسين حمزة

الشاب البصري نصير صادق كرس وقته لمساعدة وإطعام الحيوانات المشردة والسائبة، ولكن ما الذي يدفع هذا الشاب للقيام بهذا العمل الذي يبدو للبعض كما لو أنه عملا عبثيا لا قيمة له؟

المربد زارت "نصير" الذي أنشأ تلك المحمية لإيواء الحيوانات وخاصة الكلاب.

في بداية حديثه قال نصير للمربد: إذا كنت تمتلك قلبا رحيما فانك سوف تشعر بتلك الحيوانات، ويضيف قائلا: قبل سنوات لاحظت أن الحيوانات تتأذى كثيرا في الشوارع، وإن دوائر الصحة البيطرية تقوم بقتل تلك الحيوانات إما رميا بالرصاص أو باستخدام السم، وأنا قمت بتوزيع الغذاء عليها في الشارع ومعالجة الحيوانات المصابة في العيادات البيطرية...بعد ذلك فكرت أن أقوم بمشروع يأوي تلك الحيوانات أولا حفاظا على الصحة العامة فالحيوان قد بعض الأطفال وينقل الأمراض، لذا فكرت أن أنشئ محمية على نفقتي الخاصة.

في محميتي 23 كلبا
في البداية كنت اذهب إلى منطقة الصالحية في قضاء شط العرب، كانت هناك كلاب كثيرة مشردة ثم ساعدني صديق لي اسمه "إحسان" تبرع لي بقطعة أرض في تلك المنطقة مؤقتا لنقيم عليها محميتنا وحاليا أعمل وبالتعاون مع بلدية القضاء بتخصيص قطعة أرض لأقيم عليها مشروعي بشكل دائم.

أسست منظمة مدنية أسميتها "ربيع الحياة" تهتم بهذا النوع من النشاطات، لدي أصدقاء ساعدوني كما أن العيادات البيطرية تتجاوب معي في معالجة الحيوانات المريضة والمعتلة ولكن اللقاحات غالية إلى حد ما، لدي الآن 23 كلب وأنا أوفر لها وجبتين يوميا عند الظهر وفي الليل، أعطيها طعام صحي ومنها دجاج مسلوق مرة في الأسبوع.

ليس هناك كلب متوحش ... هناك كلب متنمر!
نصير تحدث لنا أيضا عن الكلام المتوحشة قائلا: ليس هناك كلب متوحش، هناك كلب متنمر أي أنه يحب أن يسيطر على الكلاب الأخرى، في هذه الحالية يجب أن نعامله بكل عطف وأحاول أن أعزله عن باقي الكلاب ثم ستكون هناك ألفة بين الحيوانات.

ويختم نصير حديثه للمربد بالقول أنا أتعامل مع الحيوانات بحب نابع من القلب، حيث أرى البراءة في تلك الكائنات الوديعة وقد خصصت لكل كلب اسم خاص به فعندنا "هندوس" و"دبدوبة" وأمهم "توحة" و"روك" وأيضا "بلبلة".

أما يوسف عبد جوحي وهو عضو في المشروع فقد قال للمربد إن نصير كان يذهب إلى أماكن بعيدة للاعتناء بالحيوانات فاقترحت عليه أن ينقل تلك الحيوانات إلى مزرعتي للاعتناء بها وتوفير الحماية لها وخاصة في أوقات المطر.

مشروع نصير يكاد يكون الأول من نوعه، فالرجل يتحمل كافة نفقات تلك الحيوانات سواء من حيث توفير العلاجات أو الغذاء أو الرعاية، وهو يناشد الجهات المعنية للمساعدة في مهمته "الإنسانية" تلك، على الأقل في توفير ارض دائمية كمحمية لحيوانات ساقتها أقدارها إلى التشرد والتسيب والضياع في الأزقة والشوارع.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP