قصة عشق ووفاء يخلدها قبر"فتاة بولندية" في الناصرية
المربد: رعد سالم
قبر رمادي يعتليه صليب ابيض خطت عليه حروف العاشقة تالا وزوجها
يحكي قصة الحب والوفاء بين زوجين بولنديين كانت خاتمتها وفاة الشقراء تالا في حادث
مروري جنوب مدينة الناصرية في ثمانينيات القرن الماضي.
أين قبر تالا؟
جنوب مدينة الناصرية وفي منطقة تل اللحم يطل شاخصا قبر تالا البولندية
بصليبه الأبيض بمحاذاة الطريق العام القادم من محافظة البصرة باتجاه مدينة
الناصرية تحيط به عدد من الشجيرات وحيدا في منطقة شبه صحراوية يطالعه العابرين
والمارة في الطريق بعيون تحمل أسئلة عديدة عن هذا القبر.
قصة قبر تالا
تعود قصة تالا البولندية إلى مطلع عام 1982 عندما جاءت من
بلادها محملة بهدايا الميلاد إلى زوجها الذي يعمل في إحدى الشركات البولندية
العاملة في إنشاء طريق المرور السريع من محافظة البصرة مرورا بمحافظة ذي قار حتى
العاصمة بغداد ليخطفها الموت على الطريق بحادث مروري.
حكاية الحب الوفاء
هذه النهاية المؤلمة لزوج تالا دعته إلى أن يقيم لها شاخصا لقبر
كونكريتي لا يتجاوز طوله المتر وعرضه نصف متر خط عليه تاريخ وفاتها وحرفين من
اسمهما بمحيط صليب في تعبير عن أمله أن تعود له يوما وهو يزورها بين الحين والأخر
لمدة ثمان سنوات قبل أن ينتهي عمله ويغادر إلى أرض موطنه الأصلي.
تجديد القبر
في البداية لم يكن يعتلي القبر صليب إلا أن عدد من المواطنين الذي
يزورون القبر في المناسبات آثروا أن يقوموا بوضع هذا الصليب الكونكريتي في إشارة
لديانتها وإعادة طلاء القبر باللون الأبيض ووضع الورود الملونة عليه في كل زيارة
لهم.
زيارات المواطنين
زيارات المواطنين لم
تنقطع والقبر يتم تجديده في كل مناسبة حيث يتوافدون عليه في مختلف المناسبات
ويسقونه بماء الورد ويعطرونه بالبخور وأحيانا يكون ملتقى شعريا للمثقفين في إلقاء
قصائد الرثاء والحب والوفاء.