الحرة: هيئة محلفين أميركية تتداول في قضية سجن أبو غريب قبل 20 عاما
يدرس ثمانية محلفين في
محكمة المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا الأميركية، ما إذا كانت شركة مقاولات
مدنية، مسؤولة عن التعذيب الذي حدث في سجن أبو غريب خلال حرب العراق، أم لا.
وبدأت المداولات بعد ظهر
الاثنين في القضية التي رفعها ثلاثة عراقيين ضد شركة المقاولة العسكرية CACI بشأن دور مواظفيها المحتمل في
الانتهاكات التي حدثت في السجن سيء السمعة، وفق موقع "كورت هاوس نيوز".
وبحسب قناة الحرة نقلا عن وكالة أسوشيتد برس، قال محامي الشركة لهيئة المحلفين،
إن المدعين يقاضون الجهة الخطأ.
وأضاف، جون أوكونور، محامي
الدفاع عن "CACI" خلال المرافعات الختامية "إذا كنتم تعتقدون أنهم
تعرضوا للإيذاء.. اطلبوا منهم تقديم دعواهم ضد الحكومة الأميركية.. لماذا لم
يقاضوا الأشخاص الذين أساءوا إليهم؟".
ولطالما نفت شركة CACI، ومقرها فيرجينيا، والتي وفرت المحققين في
السجن، تورطها في التعذيب، وحاولت أكثر من اثنتي عشرة مرة رفض الدعوى القضائية، وقد تم رفع القضية أصلا في
عام 2008.
وتمثل الدعوى القضائية التي
رفعها المعتقلون الثلاثة السابقون في سجن أبو غريب المرة الأولى التي تدرس فيها
هيئة محلفين أميركية مزاعم الانتهاكات في السجن الذي كان موقعا لفضيحة عالمية قبل 20
عاما، عندما أظهرت صور علنية جنودا أميركيين يبتسمون وهم يرتكبون انتهاكات.
وتزعم الدعوى أن المحققين
المدنيين الذين قدمتهم CACI إلى
أبو غريب ساهموا في تعذيب المدعين من خلال التآمر مع الشرطة العسكرية "لتليين"
المعتقلين أثناء الاستجواب.
واعتمدت شركة CACI في مرافعاتها الختامية، جزئيا على
نظرية قانونية تُعرف باسم "مبدأ الخادم المقترض"، والتي تنص على أن صاحب
العمل لا يمكن أن يكون مسؤولا عن سلوك موظفيه إذا كان كيان آخر يتحكم ويوجه عمل
هؤلاء الموظفين، وتقول CACI إن الجيش الأميركي كان يوجه ويراقب موظفيه في عملهم
كمحققين.
في المقابل، يشكك محامو
المدعين في أن CACI تخلت
عن السيطرة على المحققين للجيش. وأثناء المحاكمة، قدموا أدلة على أن عقدها مع
الجيش الأميركي، يتطلب منها الإشراف على موظفيها.
ورأى المحلفون أيضًا قسمًا
من الدليل الميداني للجيش يتعلق بالمقاولين وينص على أنه يجوز للمقاولين فقط
الإشراف على موظفيهم وإعطاء التوجيهات لهم.
وقال محمد فريدي، أحد محامي
المدعين إنه إذا تآمر محققو CACI مع
الشرطة العسكرية لإساءة معاملة المعتقلين لتليينهم أثناء الاستجواب، فيمكن لهيئة
المحلفين أن تعتبر CACI مسؤولة
حتى لو لم يرتكب محققوها، أنفسهم، إساءة معاملة أي من المدعين الثلاثة.
وشهد جميع المدعين الثلاثة
على معاملة مروعة بما في ذلك الضرب والاعتداءات الجنسية والتهديد بالكلاب والإجبار
على ارتداء ملابس داخلية نسائية، لكنهم قالوا إن الانتهاكات ارتكبها إما جنود أو
مدنيون لا يمكن التعرف عليهم على أنهم موظفون في CACI.
وفي بعض الحالات، قال
المحتجزون السابقون إنهم لم يتمكنوا من رؤية من كان يسيء إليهم لأن أكياسا كانت
فوق رؤوسهم.
وكدليل على تواطؤ CACI، استمع المحلفون إلى شهادة اثنين من
الجنرالات المتقاعدين الذين حققوا في فضيحة أبو غريب في عام 2004؛ وخلص كلاهما إلى
أن محققي CACI متورطون.
وقال فريدي لهيئة المحلفين
إنه في حين أن العديد من الجنود الذين أساءوا معاملة المعتقلين أدينوا وحكم عليهم
بالسجن، إلا أن CACI لم
تتم محاسبتهم بعد.
قال فريدي أيضا "عندما
علم جيش بلادنا بالانتهاكات، لم يتستروا عليها"، لقد قام جيش بلادنا بمحاسبة
أفراد الشرطة العسكرية الذين كانوا يرتكبون الانتهاكات أفلتت CACI من المسؤولية.
وتابع قائلا إنه حتى عندما
طلب الجيش من CACI تحميل
المحققين المسؤولية، فإنه ظل يسعى إلى التهرب من المسؤولية.
وفي آيار 2004، طلب
الجيش من CACI طرد
أحد محققيه، وهو دان جونسون، بعد أن أظهرت إحدى صور أبو غريب جونسون وهو يستجوب
معتقلاً أُجبر على اتخاذ وضعية القرفصاء غير الملائمة التي خلص المحققون إلى أنها
وضعية مجهدة غير قانونية.
واعترضت CACI على إقالة جونسون، وكتبت أن "الصورة
تصور ما يبدو أنه مشهد مريح نسبيًا" قائلة إن "وضع القرفصاء أمر شائع
وعادي بين العراقيين".
وقال فريدي لهيئة المحلفين
الاثنين "سأترك الأمر لكم لتفكروا في ما إذا كنتم تعتبرون ذلك مهينًا".
وأثناء المحاكمة، شهد موظفو CACI أنهم دافعوا عن عمل جونسون لأن أفراد
الجيش طلبوا منهم "عبر القنوات الخلفية القيام بذلك"، وفق وكالة أسوشيتد
برس.
وقال محامي الشركة، أوكونور، إنه من بين مئات من صور الانتهاكات في أبو غريب، فإن صورة جونسون هي الصورة
الوحيدة التي تصور موظفاً في CACI، وتظهره وهو يستجوب ليس أحد المدعين بل شرطي عراقي بعد أن قام شخص
ما بإدخال مسدس داخل السجن وأطلق النار على الشرطة العسكرية.
وتأخرت المحاكمة لأكثر من 15
عاما بسبب الجدل القانوني والتساؤلات حول ما إذا كان من الممكن مقاضاة CACI أم لا.
وركزت بعض المناقشات على
مسألة الحصانة - كان هناك منذ فترة طويلة افتراض بأن حكومة الولايات المتحدة سوف
تتمتع بالحصانة السيادية من أي دعوى مدنية، وزعمت CACI أنها، باعتبارها متعاقدًا حكوميًا، ستتمتع بحصانة أيضا.
لكن قاضية
المقاطعة الأميركية ليوني برينكيما، قررت، في حكم هو الأول من نوعه، أن الحكومة
الأميركية لا يمكنها المطالبة بالحصانة في القضايا التي تنطوي على انتهاكات أساسية
للمعايير الدولية، مثل مزاعم التعذيب.
ونتيجة لذلك، لم تتمكن CACI من
المطالبة بأي نوع من الحصانة أيضًا.