العريس عراقي والعروس إيرانية .. الحب قد يأتي متأخرا .. والحياة تبدأ بعد الـ 70

تحقيقات
5 أيار 2024
العريس عراقي والعروس إيرانية .. الحب قد يأتي متأخرا .. والحياة تبدأ بعد الـ 70

المربد: طعمة البسام / جاسم الانصاري 

وسط الهلاهل والزغاريد والأغاني والموسيقى وأفراح زملائه من نزلاء دار المسنين في محافظة ميسان، تأبط أبو كرار ذراع زوجته الإيرانية وهي متلفعة بأكليلها الأبيض، وابتسامتها الخجولة، ومشيتها الحيية، وقد علت ملامحهما إمارات الفرح والسرور والحبور وهما يدخلان قاعة أعراس أعدها لهما مدير الدار.

أبو كرار الذي يكاد يبلغ السبعين "ربيعا" من حياته يقول إنه يشعر الآن كما لو أنه يعيش في "حلم وردي".

ويضيف مبتسما أنه لم "يذق" طعم السعادة طوال سنوات عمره إلا في يومه هذا حين تزوج فقبل هذا الزواج كان أبو كرار يعاني من اضطرابات نفسية ويقول إن حمزة (مدير الدار ) كان "مبتلي" بيّه !!!.

يقول أبو كرار إنه راجع يوما طبيبا فقال له الأخير: إنك تعاني من "نقص عاطفي" فذهب إلى الأهواز مرة ومرتين وثلاث بحثا عن فتاة أحلامه، التي ستسد شيئا من نقصه العاطفي، حتى عثر على امرأة مقاربة لعمره لتشاركه ما تبقى من حياته.

تقول زوجته للمربد إن احدهم حدثها عن أبو كرار واقترح عليها أن تتزوجه، فقبلت به زوجا إذ تقول إن لا أحد لها سوى ابنه واحدة متزوجة ورضيتْ أن تمضي حياتها معه.

حمزة السعيد مدير دار المسنين في محافظة ميسان والذي كان لأحد أقرباءه الدور الأهم في تلك الزيجة قال لنا: إن قريبا له سافر إلى إيران وحدّث هذه المرأة وعرض عليها الموضوع فقبلت فهي أيضا مقطوعة ولا حول لها ولا قوة حسب قول السعيد ولكنها اشترطت وجود مكان يجمعهما، ثم زارت الدار وأعجبت بها فأبدت موافقتها على الزواج وهكذا نجحنا في جمع رأسين بــ(الحلال).

قد يكون أبو كرار الذي بدا أنيقا وشابا ومهندما في ليلة زفافه حالة استثنائية، فالرجل ممتلئ حيوية ونشاط وهو يدخل فصلا آخر من فصول حياته عشا جميلا، وقفصا ذهبيا فالقلب المتدفق حبا وحياة لا يحسب للزمن حسابا، ولا يأبه لأرقام العمر، فأن تأتي السعادة متأخرة خير من أن لا تأتي أبدا.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP