فقدان البصر يلهم الطالبة أنوار شعلان بالتفوق والتخرج الأولى أكاديمياً في ذي قار

تحقيقات
31 أيار 2024
فقدان البصر يلهم الطالبة أنوار شعلان بالتفوق والتخرج الأولى أكاديمياً في ذي قار

المربد / رعد سالم
منذ ولادتها عام 2000 أصيبت الشابة أنوار شعلان بفقدان البصر إلا أنها تمتلك الإصرار والتحدي على تحقيق النجاح ببصيرة منحها الله سبحانه تعالى لتكون الأولى من بين الطالبات المتميزات في جميع المراحل حتى تخرجها مؤخرا من كلية التربية قسم اللغة العربية من جامعة الشطرة في محافظة ذي قار.

شددنا الرحال وتوجهنا إلى قضاء النصر 65 كم شمال محافظة ذي قار حيث تسكن الطالبة المتفوقة أنوار ليستقبلنا والدها التربوي شعلان سالم بترحاب وسعادة غامرة لوصول المربد من اجل لقاء ابنته والتي حققت المرتبة الأولى في أربعة مراحل من كليتها.

قصة تفوق طالبة كفيفة
دخلت علينا الشابة أنوار وهي تمسك يد والدها إلى غرفة الاستقبال بملابس أنيقة توحي بمدى اهتمام أسرتها كونها آخر العنقود من بين ثلاثة بنات يكبرنها سنا وتلقى السلام علينا بابتسامة خجولة وتتخذ لها مكان لتحدثنا عن قصة نجاحها وتفوقها.

تقول الشابة أنوار إنها حصلت على معدل 98 بالمائة في مرحلة الإعدادية من الفرع الأدبي لتلتحق بكلية التربية لاهتمامها باللغة العربية وبحورها في النحو والإعراب وغيرها لتكمل سنواتها الأربعة بتفوق مستمر.

ثمار التعاون قطافها النجاح
ساعات طويلة تقضيها الشابة المتخرجة أنوار في دراستها بمساعدة والدها ووالدتها حيث يتم القراءة لها لتصغي لها باهتمام وتكرار المادة عليها حتى يتم حفظها بشكل كامل.

تقول أنوار إن والدها كان يساعدها في جميع تفاصيل دراستها ومراجعتها وكثيرا ما تستمتع إلى محاضرات دراسية من خلال منصة اليوتيوب والبحث عن معلومات تفيدها في إكمال محاضراتها فيما كانت والدتها تساعدها في الاهتمام بملابسها وإخراجها إلى زميلاتها عند التوجه إلى الكلية.

وتشير إلى أنها تلقت مساعدة زميلاتها خلال الدوام من خلال التنقل والحركة داخل الكلية بالإضافة إلى التشجيع نحو النجاح وإعادة المحاضرات المطلوبة في ظل تعاون كبير من قبل أساتذتها في جميع المراحل.

أمنيات وطموحات ما بعد التخرج
سعادة لا توصف تملأ منزل العائلة بتحقيق النجاح وعبور مرحلة مهمة من حياة الشابة أنوار فالجميع من أفراد العائلة يحرص على توفير احتياجاتها وتلبية طلباتها نظر لظروفها الحياتية.

أمنيات لما بعد التخرج تحملها الشابة أنوار منها إكمال دراستها الجامعية إلا أنها تصطدم بحاجتها لتوفير الأموال من أجل تحقيق ذلك.

وتوجه الشابة أنوار رسالتها إلى الجهات الحكومية العليا في وزارة التعليم العالي بالسعي نحو توفير فرصة العمل والتوظيف على ملاك كليتها كأستاذة معيدة لتكون مساعدا ماديا نحو إكمال دراستها مستقبلا وكذلك لتقديم العون ورد الجميل إلى عائلتها التي قدمت لها الكثير حتى تخرجها من الكلية.

أجواء أسرية وإيثار عائلي
الأجواء الأسرية وحب العائلة كانت داعما رئيسا لنجاح وتفوق أنوار وذلك من خلال مرافقتها دراسيا وإعادة الدروس والقراءة لها وتوفير جميع المستلزمات الدراسية بما يمكنها من تحقيق أهدافها في الوصول إلى أعلى المراتب علميا.

يقول والدها شعلان سالم وهو معلم إنه حرص منذ لحظة ولادة ابنته أنوار في هذا الوضع أن يوليها كل الاهتمام والعناية الصحية والتعليمية دون أن يبخل عليها بلحظة واحدة حتى تتمكن من الوصول إلى هذا المستوى من التعليم.

ويشير شعلان إلى أن ابنته كانت ترافقه إلى المدرسة كونه يعمل معلما فيها حتى تخرجها من الابتدائية وعندما وصلت إلى مرحلة المتوسطة استأجر لها سيارة حتى تنقلها إلى مدرستها وكذلك كليتها فيما بعد ولم يشعر يوما ما بالملل أو التعب في مساعدتها وكانت مصدرا لسعادته وسعادتها.

مناشدة بالتعيين 
طموحات الشابة أنوار لم تعترضها الصعوبات يقول والدها بل كانت متحمسة جدا على تحقيق النجاح الأمر الذي دعا العائلة إلى الاهتمام بكل التفاصيل من أجل تحقيقها ومناشدا الجهات الحكومية مساعدتها من خلال تأمين درجة وظيفية لها من أجل إكمال دراستها ومساعدتها في تحقيق استقلاليتها اقتصاديا وذاتيا كونها تستحق الدعم.

ودعنا العائلة بعد أن كان لها تعاونا مهما وكرما سخيا في الاستقبال والترحيب وإكمال مهمتنا الصحفية تلفزيونا وإذاعيا وكلمات الوداع للطالبة أنوار أشعرتنا بكرم واسع وعرفان لهذا اللقاء.



المزيد من تحقيقات

Developed by AVESTA GROUP